سعلوة

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

سلعوة أو سعلاة بالعربية الفصحى، شخصية خرافية شيطانية أنثوية، تستخدمها الجدات لإخافة الأطفال في القصص الشعبية، وهي أشبه مايكون إلى المرأة التي تغوي الرجال وتفتك بهم، ومازالت هذه الشخصية لحد الآن موجودة في قصص الأدب الشعبي العربي عموما والعراقي والخليجي على وجه الخصوص. كما أنهم يشبهون بها بعض الفتيات اللائي يتخلقن بأخلاق القسوة والعدوانية ويتصرفن بشكل غير لائق أو بعض الفتيات ذات المظهر القبيح أحيانا. السعلوة شكلها غريب ومخيف، فجسمها مليء بالشعر كأنها قرد، لكن لديها قدرة على التحول في شكل امرأة جميلة حسنة الشكل طويلة القد، ومرتبة الهندام، تغري الرجال ثم تفتك بهم وتقتلهم. ومايتطفي على هذه الشخصية مصداقية نسبية هو أن الصفات التي تتصف بها هذه الشخصية تكاد تكون مطابقة من بلد لأخر فمن سوريا إلى الخليج مرورا بالعراق نفس القصة تتكرر ربما بسبب جذور هذه الشخصية الواحدة والتي جاءت من التراث العربي القديم.


فهرس

[تحرير] جذورها

يعتقد بعض الباحثين أن جذور هذه الشخصية تعود ليليث في ملحمة كلكامش والتي تكاد تتطابق حرفيا في صفاتها مع السعلوة. وليليث كلمة بابلية / آشورية بمعنى أنثى العفريت. ليليث هي جنية أنثى تسكن الأماكن المهجورة وكانت تغوي الرجال النائمين وتضاجعهم وبعد ذلك تقتلهم بمص دمائهم ونهش أجسادهم.

[تحرير] تأثيرها

شخصية ليليث التي جاءت في ملحمة كلكامش كان لها تأثير كبير حيث انتقلت من تراث بلاد الرافدين إلى التراث العبراني والإغريقي وبنفس المضمون ولكن بأسماء مختلفة.

[تحرير] تناقضاتها

  • تؤكد الحكايات الشعبية على أن السعلاة حيوان ومن فصيلة المخلبيات، إلا أن الغموض يتعارض في كونها لاتمشي على أربعة أرجل (كأي حيوان) وذلك لتعارض طبيعة الأثداء لضخامتها، ويوافقها من ناحية وجود المخالب ونفس وظيفة الحيوان المخلبي كالقط البري وغيرها.
  • السعلاة حيوان مائي يعيش في المياه، وذكرت الحكايات في بداية نشوئها عن (السعلاة) بأنها نصف (امرأة) والنصف الأخير ذيل سمكة، إلا أن الدور الأساسي من السعلاة ومن تواجدها في مجالس السمر أدى إلى ظهورها إلى الواقع كأنثى الغول وكامرأة في بعض الأحيان، وهذا بالأساس يناقض آراء الكتاب العرب الذين أكدوا على أنها تعيش في القفار، وإذا كانت تعيش في الماء، فكيف هي إذن زوجة الغول الذي يعيش في الصحراء الجدبة الخالية من المياه، هذا التناقض غير محسوم وإنما شدد على الجانبين بنفس الوقت، ففي قصص الفرات الأوسط نجد أن مكانها الماء في حين نجد في حكاية (درب الصد مارد) أن مكانها القفار.
  • شكلها الخارجي قذر جداً وشعر جسدها مغطى بالكامل بالقمل، وهذه القذارة في الجسم مناقضة تماماً كونها حيواناً مائياً، من أين هذا القمل وهذه القذارة وهي الساكنة في المياه (المعروف عن المياه أنها طاهرة مطهرة).
  • تؤكد بعض الروايات على أن (السعلاة) من الحيوانات البرمائية، أي بإمكانها الحياة في الماء وفي اليابسة ولو أن لهذا الإدعاء شكوكاً وتناقضات في بعض الحكايات، إلا أنها أخذت ردحاً من الزمن تفسر تواجد السعلاة في البر قرب جرف الماء (السواحل) وكان لهذا التفسير وقع خاص في استمرارية الحكايات الخرافية بنفس الحماس وبنفس المضمون.
  • إن السعلاة تموت كأي كائن حي وهذا يدل على توارث فكرة الشر بتوالد السعلاة وموتها، وأن موتها في الأغلب على يد بطل الحكاية أو كنتيجة لذكائه في القضاء عليها أو بتواجد شخصية مساعدة للبطل، الأمر الذي يدلل على أن جانب الخير هو الغالب دائماً.

[تحرير] صفات السعلوة

  • لها القابلية على مسخ نفسها فقط أثناء حصارها من قبل الذئب.
  • ترعد وتسخر الرياح لها.
  • لها قرون من خشب (في الحكايات الموصلية فقط).
  • عارية الجسم و كثيفة الشعر.
  • تشبه العنزة في شكلها الخارجي وأكبر منها بثلاث مرات.
  • سوداء اللون.
  • قوية جداً وتأكل اللحم البشري.
  • تمشط شعرها نهاراً وتشحذ أسنانها ليلاً.
  • تسكن المغاور، وإن بيتها متكون من عدة طوابق تخفي في كل طابق جزءً من حاجتها وتسكن هي في الطابق الأسفل مع أولادها.
  • عيناها مدورتان حمراوتان.
  • أرجلها مصنوع من الرقع.
  • تحوم حول السواحل لتخطف الرجال للتزواج بهم.
  • لها أنف أحمر وفم واسع وأسنان طويلة وشفاه عريضة.
  • تكون مستأنسة في بعض الأحيان وتساعد الناس.
  • تحب الإطراء بجمالها ونظافتها.
  • تموت كأي كائن حي.

[تحرير] زوج السعلاة

يسمى زوج السعلاة بالسعلو، وهو عجوز كهل يخدع الأطفال بكلامة فيأخذهم معه ليأكلهم هو وزوجته.

[تحرير] جارة السعلاة

تدعى جارة السعلاة (أم الصلفوطي) وهي أكبر منها حجما ولها قدرة على الطيران، صوتها يشبه صوت طائر البوم، وتستطيع لف رأسها بالكامل مثل البومة.

[تحرير] شخصيات خرافية اخرى من ملحمة كلكامش

  • خمبابا.
  • الرجل العقرب.
  • ليليث.
  • انانا.
  • طير "الزو".
  • كور.

[تحرير] مقالات أخرى

[تحرير] المصادر

  • من تراثنا الشعبي \ عبدالحميد العلوجي \ وزارة الارشاد \ بغداد 1966\ص 106
  • الحياة اليومية في بلاد بابل وآشور \ ترجمة سليم طه التكريتي و برهان عبد التكريتي \ دار الرشيد \ 1979 .
  • الاساطير السومرية \ صموئيل نوح كريمر \ جمعية المترجمين العراقيين \ بغداد 1971 \ ص 122 .
  • اساطير وفلكلور العالم العربي \شوقي عبدالحكيم\ مطابع روز اليوسف \974\ص203.
  • الحكاية الشعبية العربية \ شوقي عبدالحكيم\ دار ابن خلدون \ بيروت \ 1980 .
  • السعلاة في تراثنا الشعبي \ عبدالجبار محمود السامرائي \ مجلة التراث الشعبي \ كانون الاول 1970 .
  • السعلاة في اساطيرنا الشعبية \ طلال سالم الحديثي \ مجلة التراث الشعبي \ العدد 3 لسنة 1963 .
  • المعجم الزيولوجي الحديث \ محمد كاظم الملكي \ مطبعة النعمان \ النجف 1960 .